تقرير: efa.com
تحتل الكرة المصرية موقع الريادة على المستوى الإفريقي ’ حيث عرف "الفراعنة" الطريق للأوليمبياد منذ دورة أنتويرب 1920 وتأهلوا للمربع الذهبي ثلاث مرات (1928 ’ 1964 ’ 2024) كما شاركوا في النسخة الثانية لكأس العالم بإيطاليا 1934 وتوجوا بكأس الأمم الإفريقية 7 مرات آخرها الثلاثية التاريخية المتتالية أعوام 2006 و2008 و2010.
هذا السجل الرائع صاحبه تألق منتخب الشباب الذي توج بلقب كأس إفريقيا تحت 20 سنة 4 مرات (1981 ’ 1991 ’ 2003 ’ 2013) كما أحرز الميدالية البرونزية في مونديال الأرجنتين 2001 على حساب باراجواي.
ورغم ابتعاد عملاق شمال إفريقيا عن منصات التتويج منذ 12 عاماً وغيابه عن المونديال طوال هذه الفترة حتى عندما استضاف البطولة على أرضه في النسخة السابقة ’ يسعى الجيل الحالي لمحو هذه الصورة واستعادة أمجاد الماضي البعيد والقريب مستغلاً طموح مديره الفني أسامة نبيه وتواجد عدد من المواهب في صفوفه والأهم بالطبع إقامة المنافسات على أرضه ووسط جماهيره العاشقة لكرة القدم.
كيف تأهل منتخب مصر؟
قبل منح الاتحاد الإفريقي منتخب مصر ورقة الترشح كمنظم للبطولة بعد اعتذار كوت ديفوار ’ تمكن زملاء القائد أحمد خالد "كاباكا" من انتزاع المقعد الثاني لمنطقة شمال إفريقيا (أوناف) من خلال التصفيات التي أقيمت بمدينة الإسماعيلية الساحلية في نوفمبر 2024 بمشاركة 5 منتخبات ’ بعد أن جمعوا 7 نقاط من انتصارين على ليبيا (2 – 1) وتونس (1 – 0) بعد أن تعثروا في أول جولتين وخسروا من المغرب (1 – 2) في الجولة الافتتاحية ثم تعادلوا مع منتخب الجزائر (1 – 1) في الجولة الثانية.
نبيه يبحث عن نجاح جديد
بدأ منتخب مصر للشباب مسيرته تحت قيادة وائل رياض ’ ثم تسلم البرازيلي روجيرو ميكالي المهمة قبل أيام قليلة على انطلاق تصفيات شمال إفريقيا بعد أن قاد المنتخب الأوليمبي لبلوغ المربع الذهبي لدورة باريس الأوليمبية 2024 بعد غياب دام لستة عقود ’ ونجح في مهمته الأولى لكنه أعفي من منصبه بالتراضي بسبب رفضه تلبية طلب اتحاد الكرة الجديد بخفض راتبه الكبير.
أسامة نبيه الذي توج كلاعب مع منتخب مصر بكأس أمم إفريقيا 1998 في بوركينافاسو تحت قيادة الأسطورة محمود الجوهري ’ ثم ساهم كمدرب مساعد مع الأرجنتيني هيكتور كوبر في وصول "الفراعنة" لكأس العالم 2018 في روسيا ’ كان الرجل المناسب لهذه المرحلة ’ حيث تولى المهمة في يناير الماضي وخاض العديد من التجارب الدولية كان آخرها في دورة قطر الدولية الشهر الماضي وتمكن من التعادل مع منتخب قطر الأوليمبي (1 – 1) ثم خسر بصعوبة أمام كرواتيا (2 – 3) بعد أن ظل متقدماً حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ثم اختتم هذه المشاركة بفوز كبير على منتخب الإمارات الأوليمبي (5 – 1) رغم تأخره بهدف في الشوط الأول ولعب لقاء أخيراً في معسكر العاصمة الإدارية الجديدة قبل أيام على انطلاق البطولة وخسر أمام المنتخب النيجيري (1 – 2).
خضر وعبد الله و"كاباكا"
رغم أنه لم يقدم ما يتناسب مع موهبته التي أهلته للاحتراف في صفوف أستون فيلا الإنجليزي مبكراً ’ تنتظر الجماهير المصرية الكثير من عمر خضر خلال البطولة بما يتناسب مع قدراته الفريدة في تسجيل وصناعة الأهداف ومعه جناح الأهلي محمد عبد الله الذي حصل على ثقة المدرب السويسري مارسيل كولر وشارك بشكل شبه منتظم مع عملاق إفريقيا الأول محلياً وإفريقياً كما تألق في دورة قطر الدولية وسجل ثلاثة أهداف في مرمى كرواتيا والإمارات.
مع هذا الثنائي تضم التشكيلة التي أعلنها نبيه عدداً آخر من العناصر الواعدة أبرزها عبد المنعم تامر حارس زد إف سي وثنائي دفاع سيراميكا كليوباترا وسموحة أحمد عابدين وعبد الله بوستنجي وظهير إنبي محمد سمير وقائد الفريق وأفضل لاعب في تصفيات شمال إفريقيا أحمد خالد "كاباكا" لاعب وسط مودرن سبورت.
تاريخ ولا أروع
عرف منتخب مصر للشباب الطريق لمنصة التتويج لأول مرة عام 1981 في النظام القديم للبطولة (الذهاب والإياب) عندما توج تحت قيادة الراحل هاني مصطفى باللقب على حساب الكاميرون بفضل جيل من المواهب الرائعة وعلى رأسها النجم الكبير طاهر أبوزيد الذي تألق أيضاً في مونديال أستراليا وسجل 4 أهداف قادت مصر لبلوغ ربع النهائي.
10 سنوات مرت على هذا الإنجاز حتى تمكن المدرب محمد أبو العز من قيادة شباب مصر للقب الثاني في مصر عام 1991 بعد التفوق على كوت ديفوار (2 – 1) في النهائي بفضل ثنائية تامر صقر ومصطفى صادق ’ وبعدها بعشر سنوات أيضاً جاء اللقب الثالث في بوركينافاسو 2003 تحت قيادة "المعلم" حسن شحاتة بعد الفوز على كوت ديفوار أيضاً (4 – 3) في النهائي بتوقيع ثنائية عماد متعب وثنائية أخرى لأحمد فتحي وحسني عبد ربه.
أما اللقب الرابع فقد تحقق في الجزائر 2013 تحت قيادة المدير الفني ربيع ياسين عندما قدم منتخب مصر بطولة استثنائية وحقق العلامة الكاملة في الدور الأول بثلاثة انتصارات على غانا والجزائر وبنين، ثم أطاح بالمنتخب النيجيري في نصف النهائي قبل التغلب على غانا مجدداً في المباراة النهائية في الجيل الذي ضم عدداً من المواهب مثل رامي ربيعة ومحمود "كهربا" وصالح جمعة الذي توج بجائزة أفضل لاعب في البطولة.